علاج قرحة المعدة : استعادة الراحة بفاعلية الآن
علاج قرحة المعدة، هل تعاني من اعراض قرحة المعدة، المعروفة أيضًا بالقرحة المعدية (Gastric ulcer)؟. فهي تقرحات تحدث في الغشاء المخاطي للمعدة، وكما هو الحال مع قرحة الإثني عشر.
تعد هذه القرحة جزءًا من مجموعة أمراض القرحة الهضمية، في المجتمعات الغربية. تكون نسبة انتشار قرحة المعدة أقل من قرحة الإثني عشر، وتظهر غالبًا في الأعمار المتقدمة، خاصة في سن 50-60 عامًا.
من ضمن اعراض قرحة المعدة إلى ظهور تقرحات مؤلمة في بطانة المعدة. وغالبًا ما تحدث نتيجة ضعف الطبقة الواقية التي تحمي المعدة من العصارات الهاضمة.
حيث يمكن أن تسبب هذه الحالة الكثير من الألم والانزعاج للمريض، مما يجعل البحث عن علاج لهذه القرحة ضرورة ملحة. ويشمل العلاج مجموعة من الخيارات، سواء من الأدوية أو العلاجات الطبيعية المنزلية.
تتعدد أسباب الإصابة بقرحة المعدة، وقد تظهر في بعض الأحيان دون أعراض واضحة. بينما تصاحبها في أوقات أخرى أعراض مزعجة مثل الألم وحرقة الصدر. ويسهم اختيار العلاج المناسب لقرحة المعدة في الحد من الأعراض ومنع تفاقم الحالة وحدوث مضاعفات. لذلك، من المهم الالتزام بخطة العلاج الموصى بها.
سنتناول في هذا المقال تفاصيل عن العلاج المناسب لقرحة المعدة، وأهم مضاعفاتها، وتأثير بعض الأطعمة عليها. كما سنستعرض في المقال كيفية العلاج باستخدام الأدوية والأعشاب، والإجابة على بعض الأسئلة الشائعة مثل الحالات التي تستدعي الجراحة لعلاجها.
ما هي أسباب الإصابة بقرحة المعدة؟
قد يتساءل البعض عن إمكانية علاج قرحة المعدة، والإجابة هي نعم، حيث يعتمد علاج هذه القرحة بشكل كبير على السبب الأساسي للقرحة. فعلى سبيل المثال، قد تكون القرحة ناتجة عن عدوى بكتيرية مثل هيليكوباكتر بيلوري (Helicobacter pylori)، أو نتيجة للاستخدام الطويل لبعض مسكنات الألم مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
تتوافر العديد من العلاجات الدوائية لعلاج هذه القرحة في المعدة، بالإضافة إلى الخيارات الطبيعية مثل العلاج بالأعشاب ومن أسباب وعوامل خطر قرحة المعدة. وتشمل الأسباب والعوامل التي تزيد من خطر الإصابة بقرحة المعدة ما يلي:
عدوى جرثومة الملوية البوابية
تعد قرحة المعدة جزءًا من القرحة الهضمية وتحدث عندما يختل التوازن بين العوامل الضارة مثل جرثومة هيليكوباكتر بيلوري وآليات الدفاع الطبيعية التي تحمي الغشاء المخاطي للمعدة.
حيث تظهر الإصابة بهذه البكتيريا في 70% من حالات قرحة المعدة، وعادةً ما يكون إفراز الحمض أقل لدى مرضى قرحة المعدة مقارنةً بالأشخاص الأصحاء، لهذا سنقوم بعرض أفضل علاج قرحة المعدة.
تناول الأدوية
سبب آخر شائع للإصابة بقرحة المعدة هو تناول أدوية مثل الأسبيرين ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، التي تستخدم لعلاج الألم والالتهابات.
هذه الأدوية تعوق إنتاج البروستاغلاندينات، التي تلعب دورًا مهمًا في حماية الغشاء المخاطي للمعدة،.ونتيجة لذلك يؤدي الاستخدام المستمر لهذه الأدوية إلى زيادة خطر الإصابة بقرحة المعدة، خاصة لدى كبار السن.
ما هي مضاعفات قرحة المعدة؟
إذا لم يتم علاج القرحة بشكل صحيح، فقد تتطور المضاعفات التالية:
- نزيف في موقع القرحة.
- انثقاب في جدار المعدة نتيجة تفاقم القرحة.
- انسداد الأمعاء بسبب التضييق الناتج عن الالتهاب.
هذه المضاعفات قد تكون خطيرة وتتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا، مما يجعل التشخيص المبكر والالتزام بالعلاج أمرًا ضروريًا لتجنب تفاقم الحالة.
علاج قرحة المعدة بالأدوية
تتوفر العديد من الخيارات الدوائية التي يمكن اللجوء إليها في علاج الإصابة بقرحة المعدة بشكل نهائي، و غالبًا ما تحتاج هذه الأدوية إلى وصفة طبية لضمان استخدامها بأمان وفعالية. وإليك أبرز الأدوية المستخدمة في علاج هذه القرحة:
مضادات الحموضة
تعمل مضادات الحموضة على التخفيف المؤقت لأعراض قرحة المعدة، لكنها لا تعالج القرحة بشكل كامل، و يجب استشارة الطبيب أو الصيدلاني قبل استخدامها.
حيث قد تؤثر على فعالية بعض المضادات الحيوية التي تُستخدم في علاج قرحة المعدة، خاصة إذا كانت ناتجة عن عدوى هيليكوباكتر بيلوري.
مضادات الهيستامين
تقلل مضادات مستقبلات الهيستامين 2 (مثل الفاموتيدين و الرانيتيدين) من إفراز حمض المعدة. مما يساعد في علاج هذه القرحة وتقليل حدة الأعراض، و هذه الأدوية تساهم في تخفيف الحرقة وتحمي بطانة المعدة.
مثبطات مضخة البروتون (PPIs)
تعد مثبطات مضخة البروتون فعالة في علاج قرحة المعدة، حيث تقلل من إنتاج حمض المعدة ويحمي بطانتها، كما تستخدم في مكافحة العدوى البكتيرية التي تسبب القرحة، و من أمثلة هذه الأدوية:
- إيسوميبرازول (Esomeprazole)
- لانزوبرازول (Lansoprazole)
- بانتوبرازول (Pantoprazole)
- أوميبرازول (Omeprazole)
المضادات الحيوية
عندما تكون القرحة ناتجة عن بكتيريا الملوية البوابية، يلجأ الطبيب إلى استخدام مضادات حيوية في علاج قرحة المعدة، فالعلاج الثلاثي أو الرباعي يجمع بين مضادات حيوية مثل:
- أموكسيسيلين (Amoxicillin)
- كلاريثروميسين (Clarithromycin)
بالإضافة إلى مثبط مضخة البروتون، قد يتم استبدال الأموكسيسيلين بالميترونيدازول (Metronidazole) في حالة الحساسية للبنسلين. أما في حالة مقاومة البكتيريا، يستخدم العلاج الرباعي بإضافة التتراسيكلين (Tetracycline) والبزموت (Bismuth).
ساليسيلات البزموت
تساعد أقراص البزموت سبساليسيلات في تغليف القرحة وحمايتها من حمض المعدة، كما تملك خصائص مضادة للبكتيريا الملوية البوابية، وغالبًا ما تُستخدم بالتزامن مع المضادات الحيوية.
السكرالفات
يعد السكرالفيت من الأدوية التي تساهم في تكوين طبقة حامية على سطح القرحة، مما يحميها من تأثير الأحماض والإنزيمات الهاضمة حتى تشفى بشكل كامل.
باستخدام هذه العلاجات بانتظام، يمكن السيطرة على أعراض قرحة المعدة والحد من تفاقمها، وبالتالي تحقيق الشفاء التام.
علاج قرحة المعدة بالأعشاب
إلى جانب الأدوية الموصوفة لعلاج القرحة في المعدة، يمكن اللجوء إلى بعض العلاجات الطبيعية في المنزل باستخدام الأعشاب. وهناك العديد من الأعشاب التي قد تساهم في علاج القرحة في المعدة وتعزيز الشفاء، مثل عرق السوس، الماستيك (Mastic)، والثوم.
عرق السوس
يمكن تحضير مشروبات باستخدام عرق السوس الذي يحتوي على خصائص مضادة للالتهابات، مما يساعد في تقليل الأعراض المرتبطة بقرحة المعدة. حيث يُعتقد أن عرق السوس يساهم في تقليل نمو بكتيريا هيليكوباكتر بيلورى، وهي البكتيريا المسؤولة عن الإصابة بالقرحة.
الماستيك
تستخدم الأعشاب مثل الماستيك كعلاج طبيعي لقرحة المعدة. حيث يعتقد أن لها تأثيرات مضادة للبكتيريا ومضادة للالتهابات. مما يساعد في تخفيف أعراض القرحة وتعزيز الشفاء.
الثوم
يعتبر الثوم من الخيارات الطبيعية الأخرى التي يمكن استخدامها كجزء من علاج قرحة المعدة. حيث يحتوي الثوم على خصائص مضادة للبكتيريا والتي قد تساعد في محاربة البكتيريا الملوية البوابية وتقليل الالتهابات.
مع ذلك، من الضروري استشارة الطبيب قبل استخدام أي من هذه الأعشاب أو المكملات الغذائية كجزء من علاج القرحة في المعدة. وقد تكون الأعشاب مفيدة، ولكن يجب استخدامها بحذر لضمان عدم التفاعل مع الأدوية الموصوفة أو التسبب في آثار جانبية غير مرغوب فيها.
في النهاية، قد يتساءل البعض عن مدة علاج القرحة وكيفية التعامل مع التهاب المعدة بشكل عام، في الواقع. حيث يتطلب هذا العلاج الالتزام بتناول الأدوية الموصوفة لمدة تتراوح بين 10 إلى 14 يومًا.
مع ذلك، قد يتطلب استخدام مثبطات مضخة البروتون لفترة أطول لتحقيق أفضل النتائج. ومن المهم متابعة العلاج كما يوصي به الطبيب لضمان الشفاء الكامل وتفادي أي مضاعفات.