هل تساءلت يومًا عن ما هي قرحة المعدة ؟ وما هي أعراض قرحة المعدة وكيف يمكن التعامل معها ؟ حيث تُعتبر قرحة المعدة نوعًا من القرحة الهضمية التي تسبب تقرحات مؤلمة في بطانة المعدة، والتي تحدث عندما تتآكل الطبقة الواقية للمعدة، وقد يعاني الأشخاص من أعراض مزعجة مثل الألم وحرقة الصدر، مما يتطلب البحث عن أفضل طرق العلاج، سواء بالأدوية أو العلاجات المنزلية.
في تقريرنا هذا، سنستعرض كيفية علاج قرحة المعدة بالأدوية و الأعشاب، و سنجيب على الأسئلة الشائعة حول اللجوء إلى الجراحة، وكذلك التعامل مع القرحة أثناء الحمل، وسنتناول أيضًا مدة علاج قرحة المعدة وكيفية تجنب تفاقم الأعراض والمضاعفات.
فمع التوتر اليومي الذي يمكن أن يساهم في ظهور قرحة المعدة، سنساعدك في فهم كيف يمكن إدارة هذا المرض والتعامل معه بفعالية، فتابع معنا لتكتشف كل التفاصيل التي تحتاجها للتمتع بصحة أفضل وراحة معدتك، لذا في هذا المقال، سنكشف لك كل ما تحتاج معرفته حول قرحة المعدة، بدءًا من تعريفها وأسبابها، وصولاً إلى التوصيات الغذائية وأحدث طرق العلاج.
ما هي قرحة المعدة ؟
هل تعلم شئ عن قرحة المعدة؟ تُعرف قرحة المعدة، أو كما تُسمى القرحة الهضمية، بأنها تقرحات تظهر في بطانة المعدة أو في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة (الاثنى عشر)، في الحالة الطبيعية، تغطي بطانة المعدة طبقة سميكة من المخاط تعمل كدرع لحمايتها من العصارات الهضمية الحامضية، ولكن في بعض الحالات، قد يتسبب تعرض هذه الطبقة الواقية للتآكل في وصول حمض المعدة إلى الأنسجة وإحداث تلف بها، مما يؤدي إلى تكون قرحة المعدة.
ما هي قرحة المعدة؟، غالبًا ما يكون السبب الأساسي لظهور قرحة المعدة هو الإصابة بجرثومة المعدة (Helicobacter pylori)، وهي نوع من البكتيريا التي تلعب دورًا رئيسيًا في تآكل جدار المعدة، كما يمكن أن تنتج القرحة بسبب زيادة إفراز الأحماض المعدية التي تضعف الطبقة الواقية وتؤدي إلى إحداث جروح في بطانة المعدة.
تعتبر قرحة المعدة جرحًا عميقًا في الغشاء المبطن للمعدة، وقد تتسبب في آلام شديدة أو اضطرابات هضمية، وأحيانًا تؤدي إلى نزيف داخلي، فبعض القرحات قد تلتئم بشكل طبيعي، ولكن عدم علاجها يعرض المريض لخطر تكرار الإصابة والمضاعفات، مما يتطلب تدخلاً دوائيًا لتخفيف الأعراض والوقاية من تفاقم الحالة.
تحدث قرحة المعدة عندما تتآكل الطبقة المخاطية السميكة، مما يسمح للأحماض الهضمية بإتلاف جدار المعدة، وفي حين أن علاج القرحة ممكن وسهل في مراحلها المبكرة، إلا أن إهمالها يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.
ما هي أسباب الإصابة بقرحة المعدة؟
ما هي قرحة المعدة ؟ وكيف تتشكل؟ يمكن أن تنجم قرحة المعدة عن عدة أسباب تؤدي إلى إتلاف جدار المعدة، الاثني عشر، أو المريء، وأهم هذه الأسباب تشمل:
عدوى جرثومة المعدة
تعد الإصابة بالبكتيريا الملوية البوابية من أبرز أسباب حدوث قرحة المعدة والقرحة الهضمية، و تشكل هذه البكتيريا نسبة تتراوح بين 50-70% من حالات قرحة الاثني عشر، وما بين 30-50% من قرحات المعدة، حيث تعيش هذه البكتيريا بشكل طبيعي في الطبقة المخاطية التي تغلف المعدة والإثني عشر، ولكنها لا تسبب دائمًا ظهور القرح.
بعد التعرف على ما هي قرحة المعدة، فتنتج هذه البكتيريا إنزيم اليورياز، الذي يقلل من حموضة المعدة. كرد فعل، تقوم المعدة بإنتاج كميات أكبر من الحمض، مما يؤدي إلى تهيج بطانة المعدة والأمعاء، كما أن الملوية البوابية قد تضعف أنظمة الدفاع في الجسم، مما يسهم في التهاب بطانة المعدة والأمعاء وظهور القرحة.
الاستخدام المفرط لمسكنات الألم
يمكن أن يؤدي الاستخدام المتكرر والمفرط للأدوية المسكنة، مثل الأسبرين و الإيبوبروفين والنابروكسين، إلى تفاقم قرحة المعدة، وهذه الأدوية تضعف قدرة المعدة على إنتاج طبقة واقية من المخاط، مما يجعل بطانة المعدة أكثر عرضة للتلف بفعل حمض المعدة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذه الأدوية أن تقلل تدفق الدم إلى المعدة، ما يعوق عملية إصلاح الأنسجة، وعلى عكس هذه الأدوية، لا يعتبر الأسيتامينوفين سببًا لتكون القرح الهضمية.
الأورام السرطانية
يمكن أن ترتبط ما هي قرحة المعدة أيضًا ببعض الأورام، مثل سرطان المعدة أو متلازمة زولينجر إليسون التي تسبب إفرازًا زائدًا لهرمون الغاسترين، ما يؤدي إلى زيادة إنتاج الأحماض الهضمية وحدوث التقرحات.
هناك أسباب أخرى، تشمل العوامل الأخرى التي تزيد من خطر الإصابة بـ قرحة المعدة ما يلي:
- التدخين.
- الإفراط في تناول الكحول والقهوة.
- العلاج الإشعاعي.
- تناول الأدوية المحتوية على الكورتيزون بجرعات كبيرة أو لفترات طويلة.
- التوتر والضغوط النفسية.
- عوامل وراثية، حيث يزيد خطر الإصابة في حال وجود تاريخ عائلي.
رغم أن الأطعمة الحارة لا تُسبب قرحة المعدة، إلا أنها قد تزيد من شدة التقرحات وتجعل علاجها أكثر صعوبة.
كيفية تشخيص قرحة المعدة
ما هي قرحة المعدة؟ وكيف يتم تشخيصها؟ لتشخيص القرحة الهضمية، يعتمد الأطباء على مجموعة من الأعراض التي يعاني منها المريض إلى جانب إجراء بعض الفحوصات الطبية. من بين هذه الفحوصات:
فحوصات الكشف عن بكتيريا الملوية البوابية
تساهم عدة اختبارات في الكشف عن بكتيريا الملوية البوابية، المسؤولة عن العديد من حالات القرحة المعدية:
- فحص الدم: يتحقق من وجود هذه البكتيريا، لكن قد تشير النتيجة الإيجابية إلى إصابة سابقة وليست بالضرورة عدوى نشطة.
- فحص التنفس: يستخدم الكربون المشع للكشف عن وجود البكتيريا.
- تحليل مستضدات البراز: يكتشف بكتيريا الملوية البوابية في البراز.
التنظير الداخلي العلوي
في هذا الإجراء، يتم إدخال أنبوب رفيع مزود بكاميرا صغيرة عبر الحلق وصولاً إلى المعدة والأمعاء الدقيقة، وذلك لفحص المناطق المحتملة لوجود القرحة الهضمية، كما قد يقوم الطبيب بأخذ عينة من النسيج لفحصها بحثًا عن بكتيريا الملوية البوابية أو السرطان.
الأشعة السينية للجهاز الهضمي العلوي
يتم تصوير المعدة والمريء والأمعاء الدقيقة باستخدام الأشعة السينية بعد تناول المريض لسائل يحتوي على الباريوم، وهذا الفحص يساعد في تحديد موقع القرحة، والتعرف على ما هي قرحة المعدة هذه.
فحص البراز
إلى جانب استخدامه للكشف عن عدوى جرثومة المعدة، يمكن إجراء تحليل الدم الخفي في البراز، والذي يكشف عن وجود نزيف داخلي قد يكون مرتبطًا بالقرحة.
كيفية الوقاية من قرحة المعدة
ما هي قرحة المعدة؟ وكيف يمكن الوقاية منها؟ بعد التعرف على مفهوم قرحة المعدة وخطورتها، يجب معرفة أنه بالإمكان تقليل خطر الإصابة بها والحد من مضاعفاتها من خلال اتباع بعض الإرشادات:
- في حال تشخيص الإصابة بـ بكتيريا الملوية البوابية، يجب اتباع تعليمات الطبيب بدقة فيما يخص استخدام المضادات الحيوية.
- استشارة الطبيب عند الحاجة إلى استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لتحديد الجرعة الأقل والأكثر أمانًا.
- تناول مضادات الالتهاب مع الطعام لتقليل تأثيرها على المعدة.
- الاهتمام بغسل اليدين جيدًا قبل وبعد تناول الطعام.
- الحرص على تناول الأطعمة المطهية جيدًا والابتعاد عن الأطعمة النيئة أو غير النظيفة.
- الإقلاع عن التدخين، إذ يزيد من تفاقم القرحة.
- اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.
- زيادة النشاط البدني وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
في النهاية، بعد التعرف على ما هي قرحة المعدة، فهي تحدث نتيجة تآكل البطانة الواقية للمعدة من العصارات الهاضمة، وقد لا تظهر أعراض واضحة في البداية، إلا أن إهمالها قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل النزيف أو ثقب في جدار الأمعاء، لذا من الضروري مراجعة الطبيب عند الشعور بأي أعراض مزعجة.
