Uncategorized

دع البروبيوتك ينقذ جسمك

دع البروبيوتك ينقذ جسمك

يتمتع جسم الإنسان بأنظمة مبهرة للدفاع عن نفسه ضد الأمراض والأورام، ولولا هذه الأنظمة لما رأيت إنسانا سليما؛ ومن أهم وسائل الدفاع عن الجسم ما يوجد في أمعائنا من جدار وحصن منيع ضد العديد من الأمراض، والذي يكون جيشا جرارا من الكائنات الحية الدقيقة من البكتيريا والخمائر، ولكنها بعكس المعتاد كائنات نافعة صديقة للإنسان وتسمى البروبيوتك (Probiotics)، أو بكتيريا القولون النافعة أو بكتيريا نافعة أو الخمائر الطبيعية.

ما هي البروبيوتك:

كائنات حية دقيقة توجد في الأمعاء وتعتبر الحصن المنيع ضد الامراض المعدية والبكتريا الضارة التي تهاجم الجسم وتهزم مناعته ويمكن تحضريها وتناولها بكميات كبيرة اما في صورة حبوب او تحضيرها في المنزل لتساعد في حماية الجسم.

ما هي فوائد البروبيوتيك:

يعتبر البروبيتوتك العمود الفقري لأجسامنا وللأمعاء بشكل خاص لأنه يقوم بالعديد من الوظائف التي تساعد الجسم في حمايته من الامراض ومن اهم فوائد البروبيوتيك:

-يسهّل عملية الهضم عامة ويساعد الذين يعانون من صعوبة في هضم اللاكتوز خاصة.

-يسهّل امتصاص بعض الأملاح كالكالسيوم والفسفور والحديد.

-يقوم بإنتاج بعض الفيتامينات ذاتيا.

-يخفف من أعراض القولون العصبي.

-يقوي مناعة الجسم.

-يساهم في علاج الكثير من الالتهابات، كالتهابات الأمعاء والتهابات المهبل.

-يساعد في مقاومة الإسهال.

-يساعد في علاج الأكزيما.

 ما العلاقة بين البروبيوتك والكفاءة الذهنية:

غالبًا ما يشار إلى الأمعاء بأنها “الدماغ الثاني”، لأن الكثير من الناقلات العصبية (مواد كيميائية تنقل المعلومات بكافة أنحاء الدماغ والجسم)، التي تؤثر في الوضوح الذهني والإدراك والتركيز

تنتج أو تمر عبر القناة الهضمية، فإذا كانت البكتيريا المفيدة موجودة بكمية جيدة، أدى ذلك إلى توافر ناقلات عصبية أكثر قوة وكفاءة.

ما العلاقة بين البروبيوتك والأداء الرياضي

 يساعد البروبيوتيك في زيادة قدرة تحمل الفرد للتمارين الرياضية الشاقة وبالتالي ممارسة الرياضة بشكل صحي اكثر كما أنها تساعد في التخفيف من الالتهابات التي يمكن ان يصاب بها الشخص بعد أداء الأنشطة الرياضية وبالتالي لا يأخذ وقتا طويلا في التعافي من هذه الالتهابات وذلك حسب الدراسات والأبحاث الحديثة.

ما العلاقة بين البروبيوتك وصحة الفم والأسنان

كما يوجد نظام بيئي للأمعاء (الميكروبيوم)، فإن هناك نظاما مماثلا في الفم، وهو يعمل بشكل أفضل عندما يكون في حالة توازن، أي حين تتغلب البكتيريا الأكثر فائدة على البكتيريا الضارة عددا وكفاءة، وهو ما يساعد على الوقاية من أمراض الفم واللثة.

ويتغير تكوين الميكروبات النافعة بالفم وفقا للنظام الغذائي، وكمية الماء التي نشربها ومستحضرات العناية بالفم، فهناك بعض أنواع غسول الفم التى تقتل البكتيريا النافعة والضارة معا، وهناك منتجات أخرى (مثل السواك) تقتل الضارة فقط.

معركة البكتريا النافعة والضارة:

يمتلئ القولون بالبكتيريا الضارة فتقوم البكتيريا النافعة بمقاومته، وعندها يحدث أحد أمرين:

– إما أن تفوز البكتيريا النافعة، حيث تُحدث التوازن مع البكتيريا الضارة وتثبّط عملها. وحينها يصبح الجسم صحي أكثر وخال او يحتوي علي عدد قليل من البكتريا الضارة التي تسبب العدوي والامراض الخطيرة للجسم

– وإما أن تكون البكتيريا النافعة قليلة وضعيفة، فتفوز البكتيريا الضارة وتأخذ فرصتها في الانتشار وتسبب العديد من الامراض وتضعف الجهاز المناعي للشخص.

هل يوجد أشياء تضعف البروبيوتيك:

بالطبع توجد أمور كثيرة تساهم في تقليل عدد البروبيوتيك او الباكتريا النفاعة في الأمعاء مثل:

-العادات الحياتية وما نتناوله من أطعمة على جودة البروبيوتك، ومن هذه المغذيات والعادات التي تؤدي إلى ضعف البروبيوتك:

-الطعام المصنع الذي يحتوي على المواد الحافظة ومكسبات الطعم والرائحة.

-الأطعمة والمشروبات عالية السكر.

-مشروبات الكافيين، مثل الكولا والصودا ومشروبات الطاقة.

الزيوت المهدرجة والأطعمة السريعة.

-المضادات الحيوية لفترات طويلة، حيث إنها في هذه الحالة لا تقتل البكتيريا الضارة فقط، بل تقتل أيضا الخمائر النافعة.

-الضغط النفسي والبدني.

كيف نجعل الأمعاء بيئة صالحة للبكتيريا النافعة:

يحتاج نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء إلى بيئة مخصِبة تتيح تكاثرها بكميات كافية، وتسمى هذه البيئة “البريبيوتيك” prebiotic، وتعتبر العادات الغذائية الصحية والطعام المتوازن الذي يحتوي على الألياف بكمية جيدة من أهم محفزات تكوين البكتيريا النافعة، ولكن بعض المأكولات تكون أفضل من غيرها، ومنها:

-الفواكه والخضروات. خاصة تلك التي تحتوي على الألياف التي لا تذوب في الماء ولا يستطيع الجسم هضمها، لذلك تمر من خلال الجهاز الهضمي لتصبح غذاءً للبكتيريا النافعة مثل (الجزر والبنجر والكرنب والقرنبيط ونبات الهيليوم أو الأسبراجاس والبطاطا الحلوة).

-الأطعمة التي تحتوي على النخالة.. مثل الحبوب الكاملة مثل الخبز الأسمر والشوفان والذرة والأرز البني.

-الأطعمة التي تحتوي على الأينيولين.. وهي تجمع بين كونها من السكريات الطبيعية ومن الألياف، وتوجد بشكل طبيعي في الأطعمة التالية (الثوم والبصل والخرشوف والكراث والهندباء الخضراء وتعرف أيضا بجذور السريس، والشيكوريا).​

هل يمكن تصنيع البروبيوتيك في المنزل:

بالطبع يوجد الكثير من الوصفات المنزلية التي تساعد في زياد عدد البكتريا النافعة وتحفيز تكوينها ومنهم الأطعمة التي توفر البروبيوتك لأجسامنا:

1-الزبادي:

الزبادي هو أحد أهم منتجات الألبان، ويتم تصنيعه بتخمير اللبن بأنواع مختلفة من البكتيريا، من أهمها بكتيريا حمض اللاكتيك وبكتيريا المشقوقة (اللاكتوباسيلس والبيفيدوباكتيريا) التي تترك في المنتج النهائي، ويعد الزبادي واحدا من أفضل مصادر البروبيوتيك ومن أهم المنتجات تعزيزا لصحة الجهاز الهضمي والعظام.

كيفية تحضير الزبادي بالمنزل:

يغلى اللبن جيدا، ويفضل استخدام اللبن الطبيعي من الماشية التي ترعى على العشب.

يحضر “البادئ”، وهي الخميرة التي ستوضع على اللبن، ويمكن استخدام 4-5 ملاعق من زبادي معد سلفا.

يمكن استخدام أكثر من بادئ أو خلطها معا.

يقلّب اللبن الدافئ (وليس الساخن) مع البادئ جيدا.

يترك في مكان دافئ مضيء أو باستعمال ماكينة إعداد الزبادي، ويمكن تسخين فرن الغاز قليلا ووضع الخليط به بعد إغلاقه.

يترك من 6 – 8 ساعات ثم يوضع في الثلاجة.

2-الكفير

يشبه الزبادي، وهو مشروب حليب بروبيوتيك مخمر، يصنع بإضافة حبوب الكفير إلى حليب البقر أو الماعز، وحبوب الكفير هي خليط من الخمائر الحية وحمض اللاكتيك.

ويتميز الكفير باحتوائه على الكثير من السلالات المتنوعة من البكتيريا والخميرة النافعة، ما يجعله بروبيوتيك متنوعًا وفعالًا، خاصة في علاج مشاكل الجهاز الهضمي ومشاكل العظام.

3- الخضروات المخللة

من أفضل طرق تحضير البروبيوتك تخمير الخضراوات منزليا (وليس تجاريا)، وذلك عن طريق التخليل بالماء والملح، ومن أفضل الخضراوات المنتجة للبكتيريا النافعة:

-الكرنب المخلل. ويسمى في بعض الدول الكومبوتشا، ويصنع فقط بإضافة الملح إلى شرائح الكرنب ووضعها في وعاء زجاجي محكم الغلق إلى أن يكون الماء طبيعيا.

-الكيمتشي. وهو مثل الكرنب المخلل، ولكن يضاف إليه الفلفل الحار الأحمر والثوم والزنجبيل والبصل الأخضر بالإضافة إلى الملح.

4- شاي كومبوتشي

يصنع من مشروب الشاي الأسود أو الأخضر المخمر، وهو من أسرع الطرق للحصول على البروبيوتك.

5- بعض أنواع الجبن مثل الجودا والموزاريلا والشيدر والقريش.

6-منتجات فول الصويا المخمرة: تختلف الآراء حول منتجات فول الصويا المخمرة، وذلك لأن الكثير من منتجات فول الصويا معدلة وراثيا وتحوي الكثير من الإستروجين النباتي الذي قد لا يناسب بعض الأشخاص، وكذلك، فإنه يجب الحذر عند شراء منتجات فول الصويا المخمرة، ومن هذه المنتجات: حساء ميسو والتيمبي والناتو.

ما هو البريبيوتيك

البروبيوتيك هي ألياف نباتية متخصصة. مثلها مثل المخصبات التي تعمل على تحفيز نمو البكتيريا في الأمعاء.

توجد البريبيوتيك في العديد من الفواكه والخضروات، خاصة تلك التي تحتوي على الكربوهيدرات المعقدة، مثل الألياف والنشا المقاوم. هذه الكربوهيدرات لا يمكن لجسمك هضمها لذلك تمر من خلال الجهاز الهضمي لتصبح غذاءً للبكتيريا وغيرها من الميكروبات.

أمور هامة ضعها في الحسبان:

-من الأمور التي عليك أن تفهمها بخصوص المكملات أن هناك أنواع كثيرة جدًا منها. مثلًا، هناك نوع شائع الاستخدام من البكتيريا وهو الملبنة الحمضة. ولكن هناك أكثر من 120 فصيلة من الملبنة الحمضة، تُستخدم دزينة منها على الأقل باعتبارها بروبيوتيك.

-هناك أنواع أخرى متعددة من البكتيريا. لكل منها عشرات الفصائل، وهو ما يؤدي إلى العديد من الأنواع المتاحة من البروبيوتيك إلى الحد الذي يثير الدوار. وحتى عندما تنتقي نوعًا من البكتيريا، فإن الكمية الموجودة ضمن المكمل يمكن أن تختلف من علامة تجارية لأخرى.

-عند تناول البروبيوتيك، ابحث عن الحالة المرضية التي ترغب في علاجها وانتقِ البروبيوتيك بناءً على تلك الحالة.

بقلم :د/ نورهان صالح

1 الأفكار حول "دع البروبيوتك ينقذ جسمك"

  1. You’re welcome! I appreciate your willingness to engage further. If you have any specific questions or topics you’d like to delve into, feel free to share them. Whether it’s about recent developments in technology, intriguing scientific discoveries, captivating literature, or anything else on your mind, I’m here to provide insights and assistance. Simply let me know how I can help, and I’ll be happy to assist you further!

اترك رد