ما هو النقرس: العدو الصامت لمفاصلك وكيفية مواجهته بذكاء!
هل شعرت يومًا بألم مفاجئ وحاد في مفصل قدمك، وكأن شيئًا يضغط على عظامك؟ هذا السيناريو المزعج هو ما يعيشه العديد من مرضى النقرس، ولكن ما هو النقرس؟ أحد الأمراض المنتشرة التي تصيب المفاصل وتسبب التهابًا شديدًا، لكنه غالبًا ما يتم تجاهله حتى يصبح الألم غير محتمل.
النقرس ليس مجرد ألم عابر، بل هو نتيجة تراكم حمض اليوريك في الجسم، والذي يؤدي إلى تكوين بلورات تؤذي المفاصل، في هذا المقال، سنكتشف أسرار هذا المرض، أسبابه، وكيفية علاجه والوقاية منه، حتى تتمكن من العناية بصحتك بشكل أفضل.
ما هو النقرس ؟ تعرّف على داء الملوك
النقرس، المعروف باسم داء الملوك (بالإنجليزية: Gout)، هو نوع من أنواع التهابات المفاصل الناتج عن تراكم حمض اليوريك (بالإنجليزية: Uric Acid) في الدم بشكل مفرط، وهذا التراكم يؤدي إلى تشكّل بلورات في السائل المفصلي، مما يسبب آلامًا حادة وصعوبة في الحركة، ويظهر عادةً في إصبع القدم الكبير.
يتميز هذا المرض بنوبات ألم مفاجئة وحادة في المفاصل، مصحوبة بتورم واحمرار وتهيج في المنطقة المصابة، ومن الجدير بالذكر أن النقرس يعد أكثر شيوعًا بين الرجال مقارنة بالنساء، خاصة قبل انقطاع الطمث، حيث تصبح نسب الإصابة بين الجنسين متقاربة.
بالحديث عن ما هو النقرس وكما تظهر الدراسات أن الأشخاص الذين يستهلكون الكحول بكثرة يكونون أكثر عرضة للإصابة بالنقرس، وأما عن تسمية المرض بداء الملوك، فهي تعود إلى ارتباطه بتناول اللحوم الحمراء بكميات كبيرة، والتي تُعد من أبرز العوامل التي تزيد من مستوى حمض اليوريك في الدم.
هل تعلم ما هي أسباب الإصابة بمرض النقرس؟
عندما نتحدث عن ما هو النقرس، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو تراكم حمض اليوريك في الدم، ولكن ما هي الأسباب التي تؤدي إلى ذلك؟ دعني أقدم لك الآن أهم العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بهذا المرض المعروف أيضًا بداء الملوك، ومنها:
1. ارتفاع حمض اليوريك في الدم
يعد زيادة مستوى حمض اليوريك في الدم السبب الأساسي للإصابة بالنقرس، حيث يتراكم الحمض ويكوّن بلورات حادة تؤثر على المفاصل، وتشمل أسباب هذا الارتفاع:
- تناول الأطعمة الغنية بالبيورينات مثل اللحوم الحمراء، المأكولات البحرية، والمشروبات الكحولية.
- ضعف قدرة الكلى على التخلص من حمض اليوريك بشكل طبيعي.
2. العوامل الوراثية
بعد أن تعرفنا على ما هو النقرس فمن أسباب الإصابة به أيضًا هي العوامل الوراثية فإذا كان لديك تاريخ عائلي للإصابة بالنقرس، فمن المحتمل أن تكون عرضة للإصابة به بشكل أكبر، مما يجعل العوامل الجينية أحد المحركات الرئيسية للمرض.
3. نمط الحياة
الخيارات اليومية تؤثر بشكل كبير على فرص الإصابة بالنقرس، مثل:
- استهلاك الأطعمة الدهنية بكثرة.
- قلة النشاط البدني.
- زيادة الوزن أو السمنة.
4. الأمراض المزمنة
بعض الحالات الصحية المزمنة تسهم في زيادة خطر النقرس، ومن أبرزها:
- ارتفاع ضغط الدم.
- السكري.
- أمراض الكلى المزمنة.
- السمنة المفرطة.
5. عوامل إضافية تزيد من فرص الإصابة بالنقرس
- استخدام مدرات البول لفترات طويلة.
- الجفاف وقلة تناول السوائل.
- التسمم بالرصاص.
- الخضوع لعمليات جراحية كبرى.
- تناول أطعمة غنية بالبيورين، مثل الأسماك ومشتقاتها واللحوم الحمراء.
- الجنس والعمر، حيث تزداد احتمالية الإصابة عند الرجال مقارنة بالنساء قبل سن اليأس.
أعراض النقرس: هل تعاني من هذه العلامات؟
عندما نسأل ما هو النقرس، نجد أنه لا يقتصر على مجرد مرض، بل هو حالة صحية تظهر أعراضها في مراحل متقدمة وبشكل مفاجئ، فغالبًا ما تبدأ العلامات الأولى في إصبع القدم الكبير، لتنتقل إلى الكاحل، المعصم، الساعد، أو حتى الأصابع الأخرى.
ففي البداية، قد لا يظهر النقرس أي أعراض واضحة، لكنه يتطور بشكل مفاجئ في مراحل متقدمة، وأعراض النقرس الأكثر شيوعًا تشمل:
- ألم حاد في المفصل المصاب: يحدث غالبًا في إصبع القدم الكبير، لكنه قد يظهر في مفاصل أخرى.
- تورم واحمرار المفصل: يبدو المفصل متورمًا ومؤلمًا مع شعور بالحرارة في المنطقة.
- صعوبة في الحركة: يفقد المفصل مرونته مما يجعل الأنشطة اليومية تحديًا كبيرًا.
- ألم في مناطق أخرى: مثل الركبة، الكاحل، أو حتى الظهر في بعض الحالات.
العوامل المؤثرة: لماذا يصاب البعض بالنقرس؟
بالحديث عن ما هو النقرس، فهناك عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض، ترتبط في الغالب بارتفاع مستويات حمض اليوريك، ومن أبرزها:
- الجنس والعمر: الرجال أكثر عرضة للإصابة به مقارنة بالنساء.
- الوراثة: وجود تاريخ عائلي مع المرض يزيد من احتمالية الإصابة.
- النظام الغذائي: تناول أطعمة غنية بالبيورين مثل اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية يزيد من مستويات حمض اليوريك.
- الأمراض المزمنة: مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، أو أمراض الكلى المزمنة.
- الأدوية: بعض الأدوية مثل مدرات البول أو الجرعات المنخفضة من الأسبرين قد ترفع مستوى حمض اليوريك.
- السمنة: الوزن الزائد يزيد من الضغط على المفاصل ومن احتمالية الإصابة.
هل لديك معلومة عن كيفية تشخيص النقرس؟ تعرف الآن…
يتم تشخيص هذا المرض، كما سبق أن جاوبت عن ما هو النقرس فبناءً على الأعراض والعلامات الواضحة، غالبًا ما يظهر التشخيص بعد ملاحظة ارتفاع مستوى حمض اليوريك في الدم، وقد يعتمد الطبيب على مجموعة من الخطوات لتأكيد إصابة المريض به:
- الفحص المخبري لمستوى حمض اليوريك في الدم: على الرغم من كونه من الوسائل الشائعة لتشخيص النقرس، إلا أن هذا الفحص قد لا يكون دائمًا دقيقًا، ففي بعض الأحيان، قد تكون مستويات حمض اليوريك مرتفعة في حالات لا تتعلق بهذا المرض، بينما قد تكون منخفضة في حالات مصابة به، ويطلق المرضى عادة على هذا الفحص اسم “تحليل النقرس”.
- الفحص المخبري لعينة البول: يساهم هذا الفحص في تقديم المزيد من الأدلة حول وجود هذا المرض.
- التصوير الطبي: مثل الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية أو التصوير الطبقي، التي تساهم في تحديد وجود تغيرات في المفاصل.
- تحليل السائل المفصلي: يتم أخذ عينة من السائل المفصلي في المفصل المصاب، مما يساعد على الكشف عن بلورات اليورات المتراكمة التي تدل على الإصابة بالنقرس.
للحصول على مزيد من المعلومات حول تشخيص هذا النوع من المرض والعلاج المناسب، يمكنك زيارة موقع صيدليتك حيث تجد كافة المعلومات المتعلقة بالصحة والعلاج.
تعرفت على ما هو النقرس إذًا كيف يمكن الوقاية منه؟
من الممكن تقليل خطر الإصابة بداء النقرس من خلال اتباع بعض النصائح الصحية التي تسهم في الوقاية، على الرغم من أنه قد يكون من الصعب تجنب الإصابة تمامًا، وتشمل هذه النصائح:
- تناول طعام متوازن وصحي يحتوي على الفواكه، الخضراوات، والحبوب الكاملة.
- التقليل من استهلاك اللحوم الحمراء والأسماك.
- الحفاظ على شرب كميات وفيرة من الماء يوميًا، حيث يُنصح بتناول 2-4 لتر يوميًا.
- الابتعاد عن التوتر والتدخين واستهلاك الكحول.
- العمل على تقليل الوزن الزائد.
- الحصول على البروتين من منتجات الألبان قليلة الدسم.
في نهاية مقالنا، وبعد أن تعرفنا على ما هو النقرس، فهو ليس مجرد مرض عارض، بل حالة تحتاج إلى اهتمام خاص ورعاية صحية منتظمة، وباتباعك النصائح الوقائية والعلاجية التي قمت بعرضها، يمكن التقليل من خطر الإصابة بهذا المرض والحفاظ على صحة المفاصل بشكل عام.
إذا كنت بحاجة إلى المزيد من الإرشادات أو استشارات طبية دقيقة، لا تتردد في زيارة موقع صيدليتك حيث تجد كل ما تحتاجه من معلومات موثوقة وخدمات طبية متخصصة، فحافظ على صحتك وكن دائمًا في أفضل حال!