هل يوجد أحد لم يسمع بمرض التهابات المفاصل الروماتيدية ولم يسمع بكم الألم الناجم عن حدوثه، فكيف يمكننا الوقاية من هذا المرض الشائع، وما هي أشهر أسباب التهاب المفاصل الروماتويدي ، وما علاقة هذا المرض بالمناعة وهل التهابات المفاصل خطيرة أم أنه يمكن التعايش معها؟
أسئلة كثيرة تدور في مخيلتنا عند السماع بهذا المرض ،لذا تابع معنا في هذا المقال لمعرفة جميع الأجوبة الصحيحة والدقيقة حول هذا المرض الشائع.
ما هو التهابات المفاصل الروماتويدي
التهاب المفاصل الروماتويدي هو أحدُ أمراض المناعة الذاتيّة التى تهاجم المفاصل وتقوم بتدميرها والقضاء على السائل الزلالي الذي يتغلغل بداخل المفصل ويكسبه الليونة. التهابات المفاصل لا تؤثّر فقط على المفصل بل يَمتد تأثيرها في بعض الحالات على أجهزة الجسم الأُخرى؛ كالجلد والرئتين والعينين والأعصاب والقلب والأوعية الدمويّة.
أسباب التهاب المفاصل الروماتويدي
في الجسم السّليم يقومُ جهاز المناعة بتصنيع الأجسام المضادّة (Antibodies) التي تقوم بدورها بمُحاربة أي جسم غريب يدخل جسم الإنسان من فيروسات (Viruses) وبكتيريا (Bacteria) وغيرها من الكائنات الغريبة.
لكن عند الشخص المصاب بالتهاب المفاصل الرّوماتويدي يقوم جهاز المناعة عن طريق الخطأ بإرسال الأجسام المُضادّة إلى بطانة المفصل الرقيقة أي الغشاء الزُلَيلي المسئول عن عدم احتكاك عظام المفصل ببعضها والتي عند حودثها يمكن ان تحدث مشاكل كبيرة في المفصل وأشهرها الخشونة (Synovium).
وعند تراكم الاجسام المضادة والسوائل في اغشية المفصل يؤدي إلى زيادة سُمكها، وهذا يُؤدي في نهاية المَطاف إلى التهاب هذا الغِشاء وتوَرُمه، إضافةً إلى إطلاق مواد كيميائيّة تُدمّر الأنسجة المحيطة؛ كالعظام والغضاريف والأوتار والأربطة.
وإذا لم يتم علاج التهاب المفاصل الروماتويدي فإن هذه المواد الكيميائيّة تدريجيًا قد تُفقِد المفصل شكلَه وتدمّره كُليًا وتَجعلُه عاجزًا عن أداء وظيفته.
عوامل خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتيدي
بعض العوامل التي سنذكرها تساهم في زيادة فرصة الإصابة بالتهابات المفاصل ومنها:
الجنس
تُعد النساء أكثر عُرضة للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي من الرّجال، وأن أحد أسباب التهاب المفاصل الروماتويدي لهُ علاقة بهرمون الأستروجين.
العُمُر
التهاب المفاصل الروماتويدي أكثر شيوعا بين الاعمار من 40-60 عاما.
التاريخ العائلي المرضي
في حال وجود أحد من أفراد العائلة مُصاب بالتهاب المفاصل الروماتويدي فإن ذلك قد يَزيد من فرصة الإصابة به.
التدخين
قد يَزيد التدخين من فرصة الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتيدي، بل وقد يزيد من شِدَّته.
السمنة
قد تزيد السُمنة من فرصة الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتيدي، لذا يجب الانتباه من الوزن الزائد.
اعراض التهاب المفاصل الروماتويدي
تتفاوت الاعراض من شخص الي اخر علي حسب شدة وحدة المرض وعلي حسب نوع المفصل الملتهب ويبدأ المرض في المفاصل الصغيرة مثل مفاصل الايدي والقدم ثم يتفاقم فينتقل الي مفصل الرسخ والركبة وتشتمل الاعراض علي:
- تورم واحمرار المفصل نتيجة لتراكم الاجسام المضادة والسوائل ومن ثم حدوث الالتهابات.
- تيبس المفصل والعظام نتيجة لضرر السائل الزلالي وزيادة سمك بطانة المفصل.
- قشعريرة وحمي.
أساليب العلاج المتبعة في التهابات المفاصل الروماتويدي
لا يوجد علاج نهائي لمرض التهابات المفاصل لأنها من امراض المناعة الذاتية ولكن توجد بعض الادوية والعلاجات التي تساعد في تخفيف الاعراض وتقليل الألم الناتج عن تراكم السوائل والاجسام المضادة وبالتالي الالتهابات ومن اهم هذه الادوية:
مضادات الالتهاب غير الستيرويدية
يمكن لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية أن تسكّن الألم وتخفف الالتهاب. ومن ضمن الأدوية المضادة للالتهاب اللاستيرويدية التي يُمكن الحصول عليها دون وصفة طبية أيبوبروفين (أدفيل، موترين آي بي، وأدوية أخرى) ونابروكسين الصوديوم (أليف). ويمكن الحصول على تركيزات أعلى من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية بوصفة طبية. وقد تشمل الآثار الجانبية تهيج المعدة ومشكلات القلب وتلف الكلى.
الستيرويدات
تساعد الكورتيكوستيرويدات، مثل البريدنيزون، في تخفيف الالتهاب وتسكين الألم وإبطاء تلف المفاصل. ويمكن أن تشمل الآثار الجانبية ترقق العظام وزيادة الوزن وداء السكري. وعادةً ما يصف الأطباء الكورتيكوستيرويدات لتخفيف الأعراض بسرعة، على أن يكون الهدف هو تقليل جرعات العلاج تدريجيًا.
ينصح الأطباء دائما مرضي التهابات المفاصل الروماتيدي بالذهاب الي اخصائي العلاج الطبيعي ليساعده على اتباع بعض التمارين الرياضية التي من شأنها تخفيف الضغط على المفاصل المتضررة وأيضا تساعد هذه التمارين علي ليونة المفاصل اكثر حتي يمنع تطور المرض الي الخشونة التي ترتبط ارتباط كبير بالتهاب المفاصل.
إذا فشلت الأدوية في منع تلف المفصل أو إبطاء وتيرة هذا التلف، فقد يقترح عليك طبيبك إجراء عملية جراحة إصلاح المفاصل التالفة. فقد تساعدك الجراحة في استعادة قدرتك على استخدام المفصل. ويمكن أيضًا أن تقلل الشعور بالألم، وتحسن وظيفة المفصل.
قد يلجا الطبيب الي الجراحة وقد تشمل جراحة التهاب المفاصل الروماتويدي واحدًا أو أكثر من الإجراءات التالية:
- استئصال الغشاء الزليلي: هي عملية جراحية لاستئصال البطانة الملتهبة للمفصل (الغشاء الزليلي)، ويمكن أن تساعد في تقليل الألم وزيادة مرونة المفصل.
- إصلاح الأوتار: قد يؤدي التهاب المفصل وتلفه إلى ارتخاء الأوتار المحيطة بالمفصل أو تمزقها. وقد يتمكن الجراح من إصلاح الأوتار المحيطة بمفصلك.
- لحام المفصل: لتثبيت المفصل أو إعادة تناسقه، ولتخفيف الألم عندما لا يكون استبدال المفصل خيارًا متاحًا.
- استبدال المِفصل بالكامل: يستأصل الجرَّاح في جراحة استبدال المفصل الأجزاء التالفة منه، ويثبت بديلاً صناعيًا من المعدن والبلاستيك.
مضاعفات التهاب المفاصل الروماتويدي
- هشاشة العظام: هي حالة تُضعف العظام وتجعلها أكثر عرضة للكسر.
- العقد الروماتويدية: تتشكل هذه النتوءات الصلبة من النسيج غالبًا حول مواضع الارتكاز مثل المِرفَقين. ومع ذلك، يمكن أن تتشكل هذه العقيدات في أي مكان بالجسم، بما في ذلك القلب والرئتان.
- حالات العدوى: مرض التهاب المفاصل يعتمد علي ادوية الكورتيزون التي تعمل علي تثبيط الجهاز المناعي و زيادة حالات العدوى.
- التركيب الجسماني غير الطبيعي: غالبًا ما تكون نسبة الدهون إلى الكتلة العضلية أعلى لدى المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
- متلازمة النفق الرسغي: إذا أصاب التهاب المفاصل الروماتويدي الرسغين، فقد يضغط الالتهاب على العصب المسؤول عن معظم وظائف اليد والأصابع.
طرق الوقاية من التهابات المفاصل
- التخلص من الوزن الزائد: الوزن الزائد يمثل ضغطا كبيرا على المفاصل وخصوصا الركبة والظهر والكوع والرسع
- استعمال المفاصل الكبيرة والقوية: استخدام المفاصل الكبيرة التي تتحمل اوزان عالية وكبيرة في أداء المهام الكبيرة ولكن بحذر
- الراحة ضرورية لتجنب الألم: .
- تحريك المفاصل حتى لا تتيبس: التوقف عن استخدام مفصل معين لان ذلك يساعد علي تيبس العظام والمفاصل وإعطاء الفرصة للمضاعفات للظهور.
بقلم: د/ نورهان صالح