لك أن تتخيل أيها القارئ حدوث تأكل في الطبقة المبطنة للمعدة والذي يعد من ضمن اعراض قرحة المعدة والتي تساعد على حمايتها من حمض الهيدروكلوريك التي تفرزه المعدة دائما للحفاظ على حامضيتها ولهضم الطعام . في هذا المقال سنتعرف على أسباب وطرق علاج قرحة المعدة.
والى أي مدي تصل خطورة تقرح المعدة وما الأشياء التي تزيد من فرصة حدوثها وهل هي منتشرة بين الشباب والمراهقين ام تأتي في السن المتقدم لذا تابع معنا هذا المقال لتتعرف على كل ما يخص قرحة المعدة وكيفية الوقاية منها..
ما هي قرحة المعدة
قرحة المعدة هي تأكل في البطانة السميكة من المخاط التي تغطي المعدة وتساعد على حمايتها من الاحماض الهضمية التي تعمل على تكسير وتفتيت الطعام وعند تأكل هذه الطبقة يحدث التقرح وتصبح المعدة معرضة أكثر لكثير من الامراض إذا لم يتم علاجها.
أسباب قرحة المعدة
تشمل أبرز أسباب الإصابة ما يأتي:
1- الإصابة بالجرثومة الملوية البوابية (H.PYLORI)
إن قرحة المعدة هي أحد أشكال مرض القرحة الهضمية فقرحة المعدة تحدث نتيجة لاختلال التوازن بين العوامل الضارة مثل جرثومة الملويّة البوابيّة (Helicobacter pylori) واليات الدفاع عن الغشاء المخاطي للمعدة من الجهة الأخرى.
يظهر التلوث بجرثومة الملويّة البوابيّة في 70% من حالات القرحة المعديّة، وعلى عكس مرضى قرحة الإثني عشر تكون درجة إفراز الحمض في المعدة لدى مرضى قرحة المعدة منخفضة أكثر مقارنة بالأشخاص المعافين. أي أن الإصابة في آلية الدفاع عن الغشاء المخاطي في المعدة كما يبدو هي السبب الأساس لتطور القرحة المعديّة.
2- تناول الأدوية
سبب هام آخر لتكوّن قرحة المعدة هو تعاطي الأسبيرين (Aspirin) وأدوية من مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (Non steroidal Anti – Inflammatory Drug – NAIDs)، فهذه الأدوية المعدة لمعالجة الألم والالتهاب في المفاصل تقوم بتثبيط عمل الإنزيم سيكلوأوكسيغناز 1 (Cyclooxygenase – 1) وتضر بإنتاج البروستاغلاندينات (Prostaglandins)، وهي مواد حيوية لحماية الغشاء المخاطي في المعدة.
وقد أدى العلاج الواسع بهذه الأدوية في السنوات الأخيرة وخاصةً بين كبار السن إلى ارتفاع كبير في نسبة المرضى المصابين بقرحة معديّة وبمضاعفاتها مثل النزيف الحاد.
3- نمط المعيشة
تناول كميات كبيرة من الأطعمة المتبلة والحارة وتناول الكحوليات وأيضا التعرض لكمية كبيرة من الضغط والتوتر، يساعد كل هذا في زيادة فرصة حدوث قرحة المعدة.
أعراض قرحة المعدة
يوجد الكثير من أعراض قرحة المعدة ومن خلالها يتم تحديد كورس تحديد أسباب وطرق علاج قرحة المعدة ولكن يعتبر اول عرض يدعو للقلق هو الم في البطن وخصوصا في المنتصف ما بين الصدر والسرة والألم يكون كبير جدا ولا يمكن تحمله.
ويمكنه ان يوقظ المريض من نومه لعدم تحمله لهذا الألم ويزداد الألم عادة بعد تناول وجبات الطعام ولكن وجب التنويهأن الم البطن لا يحدث بسبب قرحة المعدة فقط وله أسباب اخري كثيرة ولكنه من الاعراض التي لا يمكن التغافل عنها. يوجد أيضا خمسة اعراض اخري منها:
- الغثيان والقيء الدموي نتيجة لحدوث النزيف.
- فقدان الوزن الشديد.
- عدم الرغبة في تناول الطعام نتيجة للألم.
- اخراج براز داكن اللون.
- انتفاخ البطن.
مضاعفات قرحة المعدة:
- نزيف المعدة الداخلي.
- انثقاب البطانة الداخلية للمعدة في موقع التقرح.
- الانسداد المعدي الناجم عن توقف حركة الغذاء خلال الجهاز الهضمي بفعل القرحة.
كيفية تشخيص قرحة المعدة
1- التنظير الداخلي
الفحص الأكثر دقة لتشخيص قرحة المعدة هو التنظير الداخلي لجهاز الهضم العلوي، حيث لإجراء هذا الفحص يتم إدخال أنبوب مرن مثبت في طرفه كاميرا فيديو صغيرة جدًا إلى داخل جوف المريء، والمعدة والإثني عشر.
يتيح هذا الفحص رؤية الغشاء المخاطي للمعدة عن قرب وأخذ عيّنة من النسيج في أطراف القرحة بهدف الفحص المرضي لتأكيد أو نفي وجود جرثومة الملويّة البوابيّة، ومن أجل تجنيب المريض الشعور غير المريح خلال الفحص يتم إجراؤه تحت تخدير موضعي للبلعوم أو بإدخال مواد مهدئة عن طريق الوريد قبل البدء بإجراء الفحص.
2- الأشعة السينية
فحص آخر لتشخيص قرحة المعدة هو تصوير المعدة والإثني عشر بالأشعة السينية بعد إعطاء مادة الباريوم (Barium) وهي عبارة عن سائل ابيض كثيف يبتلعه المريض ويمكن الطبيب من رؤية الجهاز الهضمي ومكان القرحة، هذا الفحص غير دقيق ولا يمكن خلاله أخذ عينة لإجراء فحص مجهري أو لاكتشاف وجود الجرثومة الملويّة البوابيّة.
3-فحص الدم او البراز
ذلك للتأكد من عدم وجود جرثومة المعدة التي يمكن ان تسبب قرحة المعدة.
طرق علاج قرحة المعدة
يمكننا تقسيم علاج قرحة المعدة الي ثلاث اقسام أساسية بناءا على الأسباب:
1- قرحة المعدة بسبب الجرثومة
- إعطاء الثلاثي الأشهر من المضادات الحيوية للقضاء علي الجرثومة وهما (ميترونيدازول،كلاريثروميثين،الاموكسيسيللين)
- مثبطات مضخات البروتون:وهذه الادوية تعمل علي تقليل افراز المعدة لحمض الهيدروكلوريك وبالتالي تقليل زيادة الخطورة.
- مضادات الحموضة: وهذه الادوية تساعد على التخفيف من حدة الاعراض.
2- قرحة المعدة بسبب الادوية المضادة للالتهاب الغير الستيرويدية
- استبدال هذه الادوية بمسكنات اخري.
- تناول ادوية مثبطات مضخة البروتون.
- تناول حاصرات مستقبلات H2 البديلة لمثبطات مضخة البروتون.
3- قرحة المعدة بسبب نمط المعيشة
- توقف تناول الأطعمة الحارة.
- الابتعاد عن الضغط العصبي وتقليل القلق والتوتر.
- التوقف عن تناول الكحوليات.
العلاج الجراحي لجرثومة المعدة:
بعض الحالات تحتاج لتدخل جراحي بالرغم من تناول جميع الادوية ولكن هذه الحالات نادرة جدا لأن الاغلب يتعافى من القرحة بواسطة الادوية ولكن البعض لا يتعافى ومن اهم الاعراض التي تجبرنا على التدخل الجراحي:
- انسداد المعدة وعدم خروج الطعام.
- تمزق في المعدة.
- نزيف شديد في المعدة.
- تكرار الإصابة بجرثومة المعدة حتى بعد تناول الجرعة الكاملة من المضادات الحيوية.
في التدخل الجراحي يقوم الطبيب بالآتي:
- استئصال القرحة كاملة.
- أخذ أنسجة من أجزاء أخرى من الأمعاء ورقعها على منطقة القرحة في المعدة.
- ربط الشريان النزفي.
- قطع الإمداد العصبي للمعدة للتقليل من إنتاج أحماض المعدة.
أطعمة تساعد على علاج القرحة والتخفيف من الاعراض
تعد الحمية الغذائية الغنية بالفواكه والخضروات والألياف خياراً صحياً لمصابي قرحة المعدة، فقد تلعب بعض الأغذية دوراً في القضاء على جرثومة المعدة. وتتضمن هذه الأغذية والتي تقوم أيضاً بتعزيز جهاز المناعة، الآتي:
- البروكلي والقرنبيط (الزهرة) والملفوف والفجل.
- الخضار الورقية منها السبانخ.
- الأطعمة الغنية بالمعينات الحيوية منها اللبن.
- التفاح.
- التوت والفراولة.
- زيت الزيتون.
كما وينصح بتناول الأغذية التي تتضمن الآتي:
- الفلافونويد: يساعد الفلافونويد، والذي تتضمن مصادره التوت البري والبصل والثوم والتفاح والكرفس والشاي، على إبطاء نمو جرثومة المعدة، ومنع تلف بطانة المريء كونها مضادة للأكسدة.
- فيتامين (ك): يساعد فيتامين (ك)، والذي تتضمن مصادره الخضار الورقية، منها السبانخ، على التقليل من النزيف الناجم عن قرحة المعدة كونه مسؤول عن إنتاج الصفائح الدموية التي تجلط الدم ومنع النزيف المفرط.
- الألياف: تساعد الألياف، والتي تتضمن مصادرها الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، في تعزيز شفاء قرحة المعدة ومنعها من التطور.
وبذلك نكون قد انتهينا من أهم أسباب وطرق علاج قرحة المعدة التى لا يمكن تجاهلها والتغافل عنها حتى لا نصاب بمضاعفات كثيرة قد تؤدي بحياتنا.
بقلم :د/ نورهان صالح